يمكن الحصول على شجيرات زيتون جديدة صالحة للغراسة انطلاقا من كل أعضاء شجرة الزيتون، إذ ّ أن جلّها قابل للتجذير وإبراز براعم جديدة لتصبح لها جميع مقومات الشجيرة . تنقسم طرق إكثار الزيتون إلى ة ّ الطرق الخضري و الطريقة الغير خضرية
1. الطرق الخضريّة
تمتاز الشجيرات الناتجة عنها بالمحافظة على الصنف حيث أنها تمتلك جميع مواصفات الشجرة الأم وتمتاز كذلك بالإثمار المبكر نسبيّا على أنّه يجب التأكد مسبقا من مميّزاتها من حيث الصنف والإنتاج وخلوها من الأمراض قبل القيام بعمل يّة الإكثار.
أ. العقل الخشبيّة
تستخرج من الأغصان الكبيرة وتستعمل بكثرة في بلدان حوض البحر المتوسّط وخاصّة بإسبانيا. تؤخذ هذه العقل عادة من حطب التقليم للشجرة الأم المعروفة الصنف والإنتاج وتكون خالية من الأمراض مع إحاطة العقل بعناية خاصّة وذلك بعدم تعريضها للشمس والريح. تصنّف العقل الخشبيّة إجمالا إلى:
-
العقل الخشبيّة العموديّة: طولها من 20 إلى 30 صم وقطرها من 2 إلى 5 صم ووزنها من 200 إلى 300 غ. توضع للتجذير مباشرة في الأرض أو في أكياس بلاستيكيّة في المنبت خلال فصل الشتاء.
-
العقل الخشبيّة الأفقيّة: طولها من 30 إلى 40 صم وقطرها من 4 إلى 5 صم ووزنها بين 400 و 500 غ.
يتمّ إعدادها وردمها في الشتاء وبعد مدّة تنمو منها عدّة أغصان وجذور عند ذلك تقلع من المنبت
(أي بعد سنة أوسنتين). ويمكن غراسة العقلة بتمامها فتعطي شجرة واحدة أو قطعها إلى عدّة أجزاء تغرس منفردة فنحصل على عدّة شجيرات من عقلة واحدة. وتتمثل سلبيّات هذه الطريقة في طول فترة ما قبل الإنتاج (الفتوة) وقلّة المادّة الأوّليّة المستعملة.
ب. العقل الخضريّة أو شبه الخشبيّة
هذه التقنية الأكثر استعمالا حاليا وتمكّ ن من الحصول على مشاتل قابلة للغراسة في ظرف سنة ونصف أو سنتين على الأكثر. ومن ميزاا دخول الشجيرات طور الإنتاج مبكّرا وعدم حاجتها إلى تقليم التكوين (الذي يقع عادة في المنبت) وتعتمد غالب المنابت بالبلاد التونسية هذه التقنية مع ضمان كلي للصنف.
يتمّ هذا الإكثار وجوبا بالمنابت ويمرّ هذا النوع من الإكثار بمراحل هامّة ومتتابعة وهي:
-
اختيار الشجرة الأمّ : يجب أن تكون ذات مواصفات مرغوب فيها، خالية من كلّ الأمراض، قويّة النموّ الخضري. لهذا يتوجب على منتجي المشاتل إحداث حقول خاصّة للأمهات تحفظ فيها الأنواع الجيّدة لأخذ العقل منها وتحاط بعناية كبيرة (ريّ، تسميد، مداواة…).
-
التجذير: تقص الأغصان الجديدة إلى عقل بطول 15 صم تقريبا وتوضع بعد غمس أسفلها في هرمون التجذير في ظروف مناخيّة معيّنة (حرارة التجذير 25 ° والرطوبة ~ 80 %) وتدوم هذه المرحلة عادة بين شهرين و 3 أشهر.
-
التخشيب (أو التأقلم): هي المرحلة الوسطى بين التجذير والغراسة في الحقل وهي من أصعب الفترات نظرا لهشاشة المادة النباتية، تصبح فيها الجذور المتكوّنة ناشطة و فعالة ويزداد طولها وتنمو البراعم. وتدوم هذه المرحلة من شهر إلى شهرين.
-
التربية: وهي المرحلة الأخيرة وتدوم حوالي سنة أو أكثر بقليل. من ميزات الإكثار عن طريق العقل شبه الخشبيّة مطابقة الشجيرات المنتجة للشجرة الأم من حيث الصنف ودخولها طور الإنتاج المبكر مع إمكانيّة الحصول على الآلاف من النسخ انطلاقا من شجرة أم واحدة دون قلعها. يتطلب هذا الإكثار يدا عاملة وتجهيزات مختصة كما تحتاج الشجيرات إلى الري في أوّل مراحل نموها بعد الغراسة في الحقل.
ج. الإكثار الدقيق عن طريق زراعة الأنسجة (Micropropagation (
يمكن القيام بهذه العمليات عدة مرات (انظر الإكثار الدقيق) كما يمكن تجذير هذه الغصينات في أوساط غذائية تحتوي على هرمون التجذير.
عندما تحصل على نبتات مجذرة نقوم بعملية التأقلم التي تستمر قرابة 6 أشهر ثم التربية (1 سنة) وتمتاز شجيرات الزيتو ن المتحصل عليها بالدخول السريع في الإنتاج.
غم أنها تتطلب يدا عاملة مختصة وتجهيزات باهضة الثمن، إلا أن هذه الطريقة التي توفر ملايين المشاتل السليمة من الأمراض في ظرف قصير ومساحة محدودة تعتبر هامة وجديرة بالتطبيق على المستوى التجاري (انظر الإكثار الدقيق).
2. الطريقة الغير خضرية
يتمّ الإكثار الغير الخضري (الجنسي) بزرع البذور. هذه الطريقة تعطي شجيرات تختلف في معظم الأحيان اختلافا كلّيا عن الشجرة الأم وتدخل طور الإنتاج متأخّرا إذ يمكن أن تتعدّى فترة الفتوة 10 سنوات. لذلك تكون عمليّة التطعيم ضرورية عند بلوغ الشجيرات سنة أو سنة ونصف من العمر في المنبت على أن يؤخذ الطعم من أشجار معروفة الصنف وذات مواصفات مرغوب فيها وخالية من الأمراض.
ختاما، تعتبر المشاتل من الدعائم الأساسيّة التي يرتكز عليها نجاح أي زراعة وخاصّة المعمّ رة إذ يجب أن تكون مختارة وممتازة ومثبتة الأصل بشهادة. فطرق الحصول على مشاتل الزيتون متعدّدة ومختلفة ولكل منها إيجابيّات وسلبيّات لها الأثر الكبير على مستقبل الغراس. لذلك يجب على كلّ مزارع أن يختار الطريقة التي تتلائم مع مناخ وتربة المنطقة وكذلك نوع الزراعة التي يعتزم اتباعها (بعليّة أو مرويّة) مع محاولة انتقاء المشاتل التي تمثّل أقلّ سلبيّات ممكنة والتي تستجيب للمواصفات التالية:
-
الصنف المعروف والمثبت
-
خلوّها من الأمراض
-
سرعة وقوّة وتناسق نموّ الأشجار
-
الدخول المبكر في طور الإنتاج
-
جودة المنتوج واستجابته لمتطلّبات السوق.